بسم الله الرحمن الرحيم

ببالغ الحزن والأستنكار، تلقت شبكة التضامن النسوي  خبر اغتيال الأستاذة افتهان المشهري ، مديرة صندوق النظافة في محافظة تعز، والتي تم استهدافها بصورة غادرة ومروعة وقُتلتها غدرًا، في وضح النهار من قبل مسلحين مجهولين حتى لحظة إصدار هذا البيان، دون أن تتضح بعد هوية الجناة أو الدوافع الكامنة وراء ارتكاب هذه الجريمة الوحشية والتي تعكس سقوطاً أخلاقياً غير مسبوق في استهداف النساء. 

لقد فقدت تعز، واليمن عامة، واحدة من أبرز الكوادر النسوية المهنية والشفافة، التي كرّست حياتها لمحاربة الفساد وخدمة المجتمع بإخلاص، دون أن تخضع لأي ضغوطات أو إغراءات. وتشهد بذلك مواقفها الواضحة والصريحة، و أبناء ونساء تعز كافة ، الذين عايشوا مسيرتها المهنية والعملية والنضالية.

إن هذه الجريمة النكراء تمثل انتهاكاً صارخاً لحق الإنسان في الحياة والأمن الشخصي، كما تنطوي على استهداف مباشر لامرأة تشغل موقعاً قيادياً رسمياً، ما يندرج ضمن أنماط العنف الموجه ضد النساء، وشكل من أشكال التهديد والقمع للنساء العاملات في المجال العام، لا سيما أولئك اللاتي أظهرن كفاءة ونزاهة والتزاماً بمكافحة الفساد وخدمة الصالح العام. وتأتي هذه الجريمة الشنعاء لتؤكد ما تتعرض لهم النساء عند توليهن مواقع قيادية من حملات تحريض وتنمر وإقصاء.

إن اغتيال الاستاذة افتهان المشهري، وهي من أبرز الكفاءات النسوية في القطاع العام، يعكس حالة الانفلات الأمني واستمرار الإفلات من العقاب، ويشير إلى سقوط خطير في القيم الأخلاقية والمدنية، خصوصاً فيما يتعلق باحترام حقوق النساء، ويكرس مناخ للترهيب والعنف ضدهن ويقوض مكتسباتهن التي تحققت عبر عقود من النضال.

وعليه، فإن شبكة التضامن النسوي تطالب بما يلي:

  1. على السلطات المحلية الأمنية والقضائية في تعز فتح تحقيق عاجل وشفاف وضبط الجناة وتقديمهم للعدالة الجنائية الصارمة ودون تأخير أو تسويف.  
  2. على القيادة السياسية والأمنية تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية في فرض سيادة القانون وضمان أمن المواطنين والمواطنات، واتخاذ خطوات جادة لضمان سلامة الكوادر الوطنية النزيهة رجالًا ونساءً، باعتبارهم رأس مال الدولة وأحد أهم ركائزها.
  3. على الحكومة وضع سياسات حازمة لحماية النساء وضمان اتخاذ أقصى التدابير العقابية ضد المحرضين على النساء وعملهن في المجال العام.

رحم الله الفقيدة، وأسكنها فسيح جناته، وألهم أهلها وذويها الصبر والسلوان.

صادر عن:
شبكة التضامن النسوي
18 سبتمبر 2025