اليمن، 11 مارس 2019: في الوقت الذي تفائل اليمنيون باتفاقية السلام والجهد الحثيث الذي يقوم به المجتمع الدولي من أجل اخراج اليمن من الكارثة الانسانية, شهدنا امتداد واحتدام الصراع في المناطق غير مشمولة باتفاقيات ستوكهولم للسلام . فبعد ان خففت الاتفاقية من تصاعد الصراع في الحديدة، أعاد الحوثيين ترتيب عملياتهم العسكرية واتجهوا نحو القضاء على القبائل المعارضة لهم في محافظة حجة.

فاستهدفوا منطقة حجور في حجة بعد ان خرقوا اتفاقية سلام محلية بينهم وبين القبائل هناك، وحاصرت جماعة الحوثي منطقة حجور الواقعة في محافظة حجة شمال غرب اليمن منذ نحو شهرين واعاقت دخول المساعدات الانسانية، كما قطعت الماء عن المنطقة من وادي مور منذ منتصف شهر فبراير الماضي.

وعانت المنطقة من ضربات وهجمات متفرقة من قبل جماعة الحوثي منذ نحو عامين، ولكن خلال الأسابيع القليلة الماضية هجمت جماعة الحوثي على قرى حجور في حجة بشكل شرس وغير إنساني.

وقد تم رصد العديد من جرائم الحرب التي تزايدت الأسبوع الماضي، وتم استخدام مختلف الأسلحة الثقيلة وشديدة الانفجار بما في ذلك الصواريخ الباليستية في الهجمات التي نفذتها وطالت المدنيين بشكل مباشر، ومنعت الأسر من الخروج وتم قنص كل من يحاول الهرب من المنطقة، كما تم استهداف مخيم للنازحين من قريتي «بني الحداد وشليلة»، بصواريخ الكاتيوشا شمال محافظة حجة الحدودية، مما أدى إلى مقتل 8 مدنيين، وجرح 27  منهم نساء وأطفال في ٢٦ من يناير الماضي، ونزحت العدييد من الأسر الناجية إلى الكهوف غير الصالحة للعيش، وقد وثقت الوحدة التنفيذية لإدارة  مخيمات النازحين التابعة للحكومة نزوح 3000 أسرة منذ تصاعد النزاع، وتم إعدام القيادات المحلية والسياسية بعضهم مع النساء من اسرهم وتفجير منازلهم بدماء باردة.

حيث وثق مركز المعلومات تدمير 27 منزلا منهم 6 عن طريق التفخيخ واعدام إمرأة، تدعى هناء حسين النمشة والتي قاومتهم بعد أن قتلوا اخاها، ووصل عدد القتلى إلى 62 مدنيا، وإصابة 217 آخرون بينهم نساء وأطفال بحسب احصائيات المركز.

وتدخل التحالف بقصف بالطيران بعد تموضع دبابة حوثية بجانب منزل يحتمي فيه مدنيين لاستخدامهم كدروع بشرية، مما أودى الى سقوط قتلى من المدنيين.

ونهيب بكم أن هذه الجرائم ستكون سبب فشل أي اتفاقية سلام وتزعزع أي ثقة لدى اليمنيين بأطراف النزاع وبالامم المتحدة كذلك إذا لم تقف مع الإنسان وتسعى جادة لحمايته.

وعليه فإن عضوات شبكة التضامن النسوي بعد مراقبة هذه الأحداث المروعة من قصف وقتل وتشريد وإعدامات وحصار مطبق, نناشد المجتمع الدولي متمثلا في مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف هذه المجازر الجماعية والقتل الممنهج والعمل على إرسال بعثة لتقصي الحقائق وفك الحصار عنهم وامدادهم بما يلزم من غذاء ودواء.

شبكة التضامن النسوي

الاثنين ١١ مارس ٢٠١٩